لقاء الرحمة والعبادة
(يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *
أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ اُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ
طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَن
تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( (البقرة/ 183-184)
لماذاكتبت علينا فريضة الصيام في شهر رمضان؟ فإن كانت حكمة الصيام هي تحصيل
التقوى وتزكية النفس وتعبئة الحالة الروحية في الإنسان، فهذا يقتضي أنيكون الصيام في أي يوم، وفي أي شهر، وفي أي فصل من فصول السنة، فلماذا
سُنّ الصيام في شهر رمضان المبارك بالذات؟
وللإجابة على ذلك، أقول: إن
الصوم بذاته واجب على الإنسان أن يؤديه في السنة شهراً،ثم تحدد هذا الشهر
برمضان، فإن لم يستطع المسلم أن يصومه فعليه أن يقضيه في أيام اُخر؛ أي أن
يصوم شهر كاملاً بدلاً عن الصيام في شهر رمضان، هذا أولاً..وثانياً:
إن شهر رمضان قد إختصه الله سبحانه وتعالى بحكمته البالغة، فهو الفعّال
لما يريد، وهو الذي يسأل ولا يُسأل عما يفعل. خصّ الله شهر رمضان برحمته،
وجعل فيه ليلة القدر، وأنزل في هذه الليلة المقدسة القرآن الكريم، كما جعلفي هذا الشهر المناسبات الجميلة واللطيفة، كما خصّه باستجابة الدعاءومضاعفة الخير ، حتى أن الإنسان ليقرأ الآية الواحدة من الذكر الحكيم
فيضاعف الله له الثواب، فيكون كأنما قد قرأ القرآن الكريم كلّه... وقد قال
الله تعالى كما جاء في الحديث القدسي:" الصوم لي وأناأجزي به" بمعنى أن
الله هو الوحيد القادر على إحصاء ثواب الصيام المكتوب للصائم، دون
الملائكة واللوح والقلم والعادّين عموماً. ومن هنا جعل الصوم باعتبارهعملاً شريفاً عظيماً وجُنةً من النار، كما جعل هذا الصوم أيضاً في هذاالشهر باعتبار عظمة هذا الشهر.ولمّا كان شهر رمضان شهر الرحمة والجذب
إلى الله سبحانه وتعالى وهو مصدر الرحمة، تجد الناس مطمئنين النفس
والوجدان، فيمرّ عليهم هذا الشهر مروراً سريعاً يفاجئون بانتهائه. ولهذاولغيره من الأسباب الاضطرارية فقد خفّف الله عن عباده الصيام في شهر رمضان
وأرجأه الى أيام اُخر، ولم يأمر المسافر -مثلاً- بأداء فريضة الصيام، بلحتى قال بعض الفقهاء بعدم جواز الصيام فيه، فضلاً عن عدم وجوبه، لأن
الرخصة في هذا الإطار بمثابة الهدية الإلهية، ولا يصح ردّ هدية الله. كذلكالأمر بالنسبة الى حالة المرض التي لا تتطلب أن يجهد المرء نفسه لتجاوزها،فالله رؤوف بعباده، ولا يريد لهم التعب.وعلى هذا الأساس حدّد الله
تبارك وتعالى شهر رمضان شهراً للصيام، ليتقرب الى بارئه أكثر من أي وقت
آخر، فيستفيد من هذه الفريضة الإلهية أكثر الاستفادة، حيث يصل به إلى التقوى والرضوان.
(يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *
أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ اُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ
طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَن
تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( (البقرة/ 183-184)
لماذاكتبت علينا فريضة الصيام في شهر رمضان؟ فإن كانت حكمة الصيام هي تحصيل
التقوى وتزكية النفس وتعبئة الحالة الروحية في الإنسان، فهذا يقتضي أنيكون الصيام في أي يوم، وفي أي شهر، وفي أي فصل من فصول السنة، فلماذا
سُنّ الصيام في شهر رمضان المبارك بالذات؟
وللإجابة على ذلك، أقول: إن
الصوم بذاته واجب على الإنسان أن يؤديه في السنة شهراً،ثم تحدد هذا الشهر
برمضان، فإن لم يستطع المسلم أن يصومه فعليه أن يقضيه في أيام اُخر؛ أي أن
يصوم شهر كاملاً بدلاً عن الصيام في شهر رمضان، هذا أولاً..وثانياً:
إن شهر رمضان قد إختصه الله سبحانه وتعالى بحكمته البالغة، فهو الفعّال
لما يريد، وهو الذي يسأل ولا يُسأل عما يفعل. خصّ الله شهر رمضان برحمته،
وجعل فيه ليلة القدر، وأنزل في هذه الليلة المقدسة القرآن الكريم، كما جعلفي هذا الشهر المناسبات الجميلة واللطيفة، كما خصّه باستجابة الدعاءومضاعفة الخير ، حتى أن الإنسان ليقرأ الآية الواحدة من الذكر الحكيم
فيضاعف الله له الثواب، فيكون كأنما قد قرأ القرآن الكريم كلّه... وقد قال
الله تعالى كما جاء في الحديث القدسي:" الصوم لي وأناأجزي به" بمعنى أن
الله هو الوحيد القادر على إحصاء ثواب الصيام المكتوب للصائم، دون
الملائكة واللوح والقلم والعادّين عموماً. ومن هنا جعل الصوم باعتبارهعملاً شريفاً عظيماً وجُنةً من النار، كما جعل هذا الصوم أيضاً في هذاالشهر باعتبار عظمة هذا الشهر.ولمّا كان شهر رمضان شهر الرحمة والجذب
إلى الله سبحانه وتعالى وهو مصدر الرحمة، تجد الناس مطمئنين النفس
والوجدان، فيمرّ عليهم هذا الشهر مروراً سريعاً يفاجئون بانتهائه. ولهذاولغيره من الأسباب الاضطرارية فقد خفّف الله عن عباده الصيام في شهر رمضان
وأرجأه الى أيام اُخر، ولم يأمر المسافر -مثلاً- بأداء فريضة الصيام، بلحتى قال بعض الفقهاء بعدم جواز الصيام فيه، فضلاً عن عدم وجوبه، لأن
الرخصة في هذا الإطار بمثابة الهدية الإلهية، ولا يصح ردّ هدية الله. كذلكالأمر بالنسبة الى حالة المرض التي لا تتطلب أن يجهد المرء نفسه لتجاوزها،فالله رؤوف بعباده، ولا يريد لهم التعب.وعلى هذا الأساس حدّد الله
تبارك وتعالى شهر رمضان شهراً للصيام، ليتقرب الى بارئه أكثر من أي وقت
آخر، فيستفيد من هذه الفريضة الإلهية أكثر الاستفادة، حيث يصل به إلى التقوى والرضوان.